الثلاثاء، 15 أبريل 2008

ملل!!

قالها لي يوما فتوقفت مندهشة ... وكأن نهرا هدّاراً مرّ داخل قنواتي السمعية فأصمني..

أو كأني فجأةً شاهدتُ مشهدا مؤثرا في فيلم بارد.. من غير أن تكون له مقدمات بتغيير الخلفية الموسيقية أو بتعتيم الإضاءة!

وأنا التي قل ما أرمي شباك اكتراثي على أي أمر كبيرٍ كان أوصغير..

لأني ببساطة أشعر بالملل من المشاركة في هذه المسرحية الطويلة الروتينية..

التي لا تكاد أن تنتهي.. تحت عنوان " الحياة " !

قال: ما الذي لا تملكينه؟! لقد أعطاك الله كل شي!

عجيب.. كيف عرفت عن نفسي ما لم أعرفه أنا عنها؟!

وأنا التي أجتهد في إثارة دوامة الغموض حول نفسي كلما حاول أحدهم الإقتراب منها..

كيف استطعت أن تخترق كل هذه الحواجز والأسوار وتغافل الحراس لتصل إن أغوار ذاتي فتعلم عنها كل هذا؟!

كيف علمت أنها شبعى لكنها ماتزال حزينة ومتذمرة رغم رضاها عما تملك!!

أتصدق أن يجتمع فيني النقيضان؟!

أنت لا تعلم إلا القليل عما أملك لكنك وجدته كثيرا.. غفيرا..

كأنني شخص مميز.. حباه الله بالنعم عن يمينه وشماله ومن أمامه وخلفه!

لقد شعرت بالحزن..فكرت بما أملك وما لا أملك!

فعلا لقد أعطاني الله كل شي...

شعرت برغبة بالبكاء.. أطرقت رأسي وقلت: الحمدلله

لكنها جائت باردة خالية من الحياة...

شعرت بالخوف الشديد.. أن يسلب مني ما أملك..

فيصيبني العدم ويغشاني الحزن..

علّي أن أكترث شيئا يسيرا.. وأتفاعل قليلا مع هذه الحياة..

لا يهم بأي شكل كان!

بدمعة أم بسمة

بأشواق أم آهات

المهم ألا أعاني الملل!

سبحان الله .. ما هذا الجحود؟!

أليست النعمة تجلب الفرحة والفرحة تجلب الضحكة والضحكة تطرد الملل؟!

فلماذا أعاني دوما من الملل المميت؟!

لقد قطع فيني عرق الحياة.. وجلعني كالخشبة البالية الباردة..

أمل بسرعة من كل شي وأي شي..

حتى أني مللت من المستقبل ولم يأتِ بعد!

لا أنتظر من الشروق إلاّ أن يأتيني بالغروب..

ولا أرى شيئا ممتعا في يومي أكثر من قرب نهايته..

ولا أبدأ عاما إلا خططت بسرعة للذي يليه حتى ينتهي بسرعة...

وإن فكرت في المستقبل وجدته فصولا طوية لقصة أصلا مملة فلم يجب أن يُماطل في نهايتها؟!

أأفضل الموت أكثر أم أحب أن تتغير حياتي ويأتيني ما يبهجها.؟!

هراء .... بل جُل ُّ الغباء...

ليست هناك تعليقات: