الاثنين، 31 مارس 2008

يوميات (31 مارس)

بالأمس انتابتني حالة رعب رهيبة عندما ولجت إلى المصعد في الكلية وعيناي تحدقان في أسطر أقرؤها في كتاب أمسكه، رفعت عيني وضغطت زر الطابق الأول ثم عاودت القراءة، بعد فترة وجيزة استوعبت أني مازلت في داخل المصعد، نظرت إلى اللوحة الإلكترونية فرأيتها معطلعة، علمت بأني محجوزة وأن المصعد قد هرم!!!!
لحظات سريعة مرت كدت أموت فيها هلعا،، ارتجفت يداي وأنا أبحث عن هاتفي النقال في جيب البالطو،، أخرجته، نظرت إليه وكلي رجاء أن يكون الإرسال فعالا في المصعد،، حمدت الله كثيرا عندما عددت نقاط الإرسال ووجدتها تقريبا كاملة، بحثت عن أول رقم وضغط الزر، لا مجيب!!! يا إلهي.. قد أفني عمري في هذا الصندوق الصغير المظلم!
اتصلت على الرقم التالي،، فأجابتني،، من هو الفرحة لم أستطع الكلام، كنت أصرخ وأضحك في الوقت ذاته،، جائتني المسكينة راكضة،، وأبلغت الطوارئ وجلست تحدثني بالهاتف حتى لا أهلك بسكتة قلبية،، وأنا أشكي قلة الهواء!! يا لحماقة الإنسان،،
لم تطل المدة عن عشرة دقائق،، ولكني كدت أكتب وصيتي خلال هذه الفترة،،
وخرجت فرحة وكأني غادرت سجنا مركزيا بعد طول إقامة....
فعلا اكتشفت أني جد ضعيفة

الأربعاء، 26 مارس 2008

يوميات (الأربعاء 26مارس)

بعد محاضرة اليو م الممتعة المخيفة التي ألقاها أستاذ الجامعة في القسم النفسي عن الأحلام والتي استمرت لقرابة الساعتين من الزمن بدأت أهتم بهذا الموضوع الذي لم أكن أعيره أي اهتمام أو تصديق في الماضي...
فكيف يمكن لمجرد حلم أراه وأنا مسلوبٍ مني قواي العقلية وأستيقظ وأن لا أذكر منه أكثر من خمسه أن يكون له كل هذه الدلالات والإشارات وتقام حوله البحوث وتنشأ بسببه المراكز وتصدقه النظريات والتاريخ والأديان...!
حقا شي عجيب بدأ يثير اهتمامي...
وقد عزمت أن أضع مدونه صغيرة بجانب وسادتي لأدون حلمي قبل أن تنقضي الدقائق الثلاثة من لحظة استيقاضي وهي الوقت المتاح لتذكر الحلم قبل أن يطير إلى عالم اللاوعي...
لا أدري لماذا أريد أن أفعل هذا؟
ربما لأفهم سرا جديدا في حياتي ما ألفته يوما!
أو ربما أفيد أحدهم ممن يفني عمره في عمل دراسات حول الأحلام!
أو هي قصة جديدة ستضفي طابعا جديدا على حياتي الرتيبة:)

الثلاثاء، 25 مارس 2008

صورة آلمتني ...



أماه.....
......
.....
وجف حبر القلم!!

لا تصالح - أمل دنقل

(1) لا تصالحْ ! ..
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ
هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟
إنها الحربُ ! قد تثقل القلبَ ..
لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ ..
ولا تتوخَّ الهرب !
(2)
لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يدٌ ..
سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟
سيقولون : جئناك كي تحقن الدم ..
جئناك . كن - يا أمير - الحكم سيقولون : ها نحن أبناء عم.
قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر ..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا -
بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها - وهي ضاحكةٌ - فوق ظهر الجواد ها هي الآن ..
صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !
من أبٍ يتبسَّم في عرسها .. وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..
وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه، لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة ..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا ..
فجأةً ، وهي تجلس فوق الرماد ؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟
وكيف تصير المليكَ .. على أوجهِ البهجة المستعارة ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف ؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة لا تصالح ،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك : سيفٌ وسيفك :
زيفٌ إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف واستطبت - الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ " ..
ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟
كيف تنظر في عيني امرأة ..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟
كيف تصبح فارسها في الغرام ؟
كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام - كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟
لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس ..
واروِ أسلافَكَ الراقدين ..
إلى أن تردَّ عليك العظام !
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن "الجليلة" أن تسوق الدهاءَ وتُبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون : ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ - الآن - ما تستطيع :
قليلاً من الحق .. في هذه السنوات القليلة إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباهِ الذليلة !
(7)
لا تصالحْ،
ولو حذَّرتْك النجوم ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ .
لم أكن غازيًا ،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم أرض بستانِهم
لم أطأ لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !
كان يمشي معي.. ثم صافحني..
ثم سار قليلاً ولكنه في الغصون اختبأ !
فجأةً: ثقبتني قشعريرة بين ضعلين.. واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !
وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ : ابن عمي الزنيم واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ أو سلاح قديم، لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها والطيور.. لأصواتها والرمال.. لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجة الأهل - صوتُ الحصان - التعرف بالضيف - همهمة القلب
حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي - الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي -
مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة والذي اغتالني: ليس ربًّا ليقتلني بمشيئته ليس أنبل مني..
ليقتلني بسكينته ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..
(في شرف القلب) لا تُنتقَصْ والذي اغتالني مَحضُ لصْ سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !
(9)
لا تصالح
ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،
وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ
لا تصالح فليس سوى أن تريد أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد وسواك .. المسوخ !
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

الأربعاء، 19 مارس 2008

وصيــــــــــــــــة وداع

أيا نصف روحي الباقية في الحياة..
صاحبي الحبيب...
بما أنك تقرأ كلماتي هذه الآن فإن روحي حتماً قد فارقت جسدها..
وطارت في الأفق بعيدا.. لتسكن عالم آخراً لا ترومُ له وصولا ولا تعرفُ له طريقا...
وأصبح جسدي مجرد خشبة بالية...ملفوفة بقماش أبيض وُسدت اللحد ورُدمت بالتراب..
توقف قلبي يا صاحبي..أتصدق هذا؟!!
قلبي الذي كان ينبض لك حبا وشوقا...
توقف وأسكتني..وأنهى دوري على مسرح هذه الحياة..وأُغلقَ الستار على قصتنا الحزينة...
وذبلت ابتسامتي.. وضاعت ملامح وجهي...
وجهي الذي كان يبرق لك دوما نورا وسعادة..
أكنت تتخيل بأن هذا كان يمكن أن يحدث يوما ؟!
أكنت تتخيل بأنا كنا سنفترق يوما؟! وبأنك ستكمل بقية الفيلم ببطولة منفردة؟!
أكنت تتخيل أن دنياك بأيامها ولياليها.. بلحظاتها وساعاتها.. بحلوها ومرها ستقضيها من دوني؟!
سامحني..فقد رحلتُ فجأة بغير وداع.. والأدهى أني لن أعود أبدا..
لست خائنا..لم أخدعك..لم أخلف وعدي معك بالحب والوفاء..
لم أكن أنا من اختار هذه النهاية لأجمل حكاية.. جمعتني بك..
فالأمر ليس باختياري..فقد صدر حكم الموت..
والموت كما تعلم لا يعترف بالحب..لا يراعي الأماني والأحلام..لا يهتم بالمستقبل وجمع الشهادات..
لا يسأل عن أمٌ ثكلى ولا أرملة حبلى ولا صاحب مفجوع...
فهذا هو الموت...مر بجوارك فكنتَ له شاهد عيان...وكان لك خير واعظ...
صاحبي...
قد كتبت لك هذه الكلمات في ساعة من ساعات عمري الخاوية..
يوم مرت بي فكرة مجنونة.. بأني قد أرحل يوما وأتركك مذهولا...
لا تستطيع أن ترشُفَ من كأس الحقيقة خبر موتي جرعة واحدة... فيغص بها حلقك وتختنق...
والأدهى أني لن أكون هناك لأضرب على ظهرك وأسعفك...كما كنت أفعل دائما..
فتهلك بعدي مصروعا... بصدمة موتي مقتولا....
بل سأكون أنا سبب ذلك الحزن...وما كنت لأسامح نفسي إن فعلت بك هذا...
لذا عش حياتك بعدي سعيدا هنيئا كما عهدتك...فإنك تعذبني بحزنك مرتين...
وأنا أعلم أنك مؤمن قوي..ومسلم متحصن..لن تسمح لحبل اليأس أن يطوق عنقك و يهزمك...
بل ستكمل طريقا بدأناه معا...لأجل هذه الأمة وهذا الدين...
صاحبي قد كنت لي دائما نصف الروح وصاحبها.. وأنت تعلم أني أحببتك ..ما لم أحب أحدا بقدرك..
حتى آخر أيام حياتي....
لذا أرجوك...أن تغفر لي زلاتي معك وأخطائي...وتستر عيوبي وعثراتي..
وتسامحني إن أحزنتك يوما أو ظلمتك.. فلم أوفيتك حقك..
فلم يكن ذلك زهدا فيك ولا رغبة في إحزان قلبك..ولكني إنسانٌ يخطئ وينسى..
واعذرني أرجوك...
إن لم أجبك الآن إن دعوتني..أو أُعنك إن طلبتني..أو سالت دموعك فلم أواسيها..
أو طارت روحك فرحا فلم أشاطرها.. فأنت تعلم أن هذا من أحب ما يكون لي..
ولكن فرقنا هادم اللذات..و تجرعت من كأس المنية قبلك...
وما هي إلا أيام قلائل تقضيها بين قوت يوم وصلاة وذكر..ثم تلحق بي...
صاحبي...
تذكر والسنون تمضي عندما تضحك وتؤانس وتصاحب..حزني ووحدتي وغربتي..
وتذكر يوم تعيش الطاعات وتسابق في الخيرات..ضياع فرصتي..لتدعو لي..
فكلما اشتقت إلي..ادع لي من قلبك..فيصلني نورٌ إلى قبري..فأعلم أنه منك..
ادع الله لي دائما أرجوك.. خصوصا في هذه الأيام الأولى.. فالقبر مظلم..والوحدة مفزعة..
فبعد أيام ستجف دموع الأهل والأصحاب..
ثم ستغيب عن مخيلاتهم صورتي..وبعدها سيُنسى حتى اسمي..
لكن أنت..أعلم أنك ستذكرني..وكيف لا تفعل؟!
أما كنتَ لا تأنس إلا بي ولا تصارح إلا قلبي.؟ أما فديتني وفديتك دوما بالغالي والنفيس..؟ أما كنت تحبني أخي وتخاف علي حتى من نفسي..؟ فإني اليوم أشد حاجة إليك منذ ذي قبل...
فتذكرني عندما تقنت بالليل لله قائما فتدعو لموتى المسلمين وسكان القبور..
فقد أصبحت منهم!!!
وتصدق علي أرجوك ما أوسع الله عليك ولو بالدراهم القليلة..
... أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه..
ففي القلب شوق حتى يلقاك
صاحبك
2004 م

قالوا هذا هو القانون

حاربوها باسم القانون..جرجروها من قاعة الامتحان..
أحاطوا بها وهددوها..أجبروها أن تتنازل...نعتوها بأشنع الألفاظ..
لكنها لم تتكلم ..لم تدافع ..ولم تتأوه أو تشتكي...
أخذت الورقة وخرجت من مكتب العميد..
"فصلوها من كلية الطب!!"

فقط عيناها من كانتا تتألمان وتشتكيان..
عيناها المطلتان من خلف النقاب...
يحاصرها الجميع مذ خرجت من مكتب العميد..
طالبات أكبر منها سنا وأخريات معها في المرحلة ذاتها..
الكل قد حضّر الأحاديث والآيات..الكل بات يفتي ويأتي بالرخص..
الكل يدعي حبها.. يريد مصلحتها..يخافون ضياع رزقها ومستقبلها..
سبحان الله...أما قال تعالى " وفي السماء رزقكم وما توعدون"؟!
ألا يعلمون أنه إن كان قد كتب لها رزق ستستوفيه قبل موتها وان كان مقدار شربة الماء..
ألا يعلمون بأنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه...
ألا يعلمون أن نقابها كان دوما وسيبقى رمزا لعزتها وعضها على جمار هذا الدين..
وإن كانت بينهم كالغريبة... فهذا خبر نبينا وتلك كانت بشارته "..طوبى لغرباء.!"

كيف لها أن تُخيّر: بأن تخلع نقابها الآن أو تخرج من قاعة الامتحان؟!
بالطبع ستخرج... جميعنا كان سيفعل.. أقله باسم الكرامة..
والدفاع عن حقوقنا..حقي كإنسان يختار ما يعتقد به..
فكيف لها أن تواجه الناس بوجهها االمكشوف بعد أن تلبسه قناع الذل والخضوع!
ولمن ؟! ولأجل ماذا؟!
كيف بها إن مرت بها السنون وكرهت الطب وعالمه.. وفضلت لو أنها انسحبت و ابتعدت منذ البداية... ثم ندمت بما ضحت...ولن ينفع وقتها الندم

ثم منذ متى كنا نذل في بلادنا العربية الإسلامية؟!
منذ متى بات يمنعنا الكفرة من ممارسة حرياتنا الدينية في بلادنا؟!
أين أنت يا ابن الخطاب!! لو كنت فينا يا عمر!
وكأننا جميعا نسينا أن الله تعالى موجود وهذا كونه وتلك حكمته...
وأنه تعالى يبتلينا والفائز من يجتاز الاختبار بنجاح...
كيف أحبوا لها أن تجيب ربها يوم القيامة: بأني لبسته لأجلك ولكني نزعته خوفا من عبادك
كيف تطلبون منها الاقتداء بكم والأحرى أن تقتدوا أنتم بها؟؟؟!!!!!

الاثنين، 17 مارس 2008

يوميات ( الإثنين 17/مارس)

لم أفعل هذا اليوم شيئا غير اعتيادي - فليس هناك مغامرات ومتعة في حياة الطالب أصلا وخصوصا طالب الطب! فذات الروتين يتكرر يوميا منذ خمسة سنوات- إلا أني اليوم أطلت فترة مكوثي خارج غرفتي الأثيرة قليلا وعدت إلى السكن في التاسعة مساءا ! كنا نتسكع في ممرات المستشفى ونسمع قصص المرضى وحكاويهم... " الله يعافيهم ويعافي كل مجنون"
هؤلاء المرضى لا يختلفون عنا كثيرا - أعني نفسي- فهذه الأحلام والأوهام والقصص التي يعيشونها تشبه تماما القصص التي أنسجها في خيالي الخاص و لكن الفرق الوحيد أنهم يتكلمون عنها فيُفتضح أمرهم وأنا أجيد - حتى الآن - اخفاؤها بجدارة...
محاضرة اليوم كانت عن الانتحار والمنتحرين وطرق الانتحار وأسبابه وعلاماته... وكان فيما ذُكر أن المريض يرسل بعض الإشارات الخفية التي تدل على قرب موعد انتحاره! من هذه الاشارات هي كتابة رسائل الوداع والموت....
تعجبت.. فأنا إلى اليوم ولله الحمد والمنّة لم أفكر بالانتحار يوما ولكن معظم كتاباتي تدور حول قضية الموت والرحيل والوداع..
وأنا أكاد أجزم أنه ان تسربت احدى قصاصاتي هذه إلى أحد الأطباء النفسين، سوف يحكم علي بالجنون، ويطالب أهلي بوضعي فورا في مستشفى الأمراض النفسية لتلقي علاج الإكتئاب اللازم

كل شي غدا رمادا في رماد...

كنت أمسك بيدك..تعانق أصابعي أصابعك..
أطير بروحي معك.. ولهيب الصحراء يلفح وجوهنا التي تناثرت على وجناتها حبات الرمال..
نمشي ونمشي.. حتى غيب البصر أرضنا والديار..
التفت ورائي فلم ألمح شيئا أعرفه.. وعندما أصوب بصري إلى الأفق لا أرى إلا القفار..
وأنت صامت.. صمت الأموات..
بدأت أشعر بالعطش!
نظرت وقتها إليك وأخذت أحدق وأحدق .. ويدي التي كانت أصابعها تشابك أصابعك بدأت تتعرق..
أخذت أتفحصك..أعرف هذه الملامح ولا أعرفها..
أهو الإرهاق ما أجهد بصري.. وأعيى عقلي.. أم أنك لست أنت ؟!
شعرت بالخوف للمرة الأولى رغم أني معك..أين نحن ؟! وكيف ساقتنا أقدامنا إلى هنا؟!
أضللنا الطريق أم أنك عمدا جررتني إلى هنا؟!
لا أرى شجرا ولا واديا ! لا أرى طيرا ولا حافرا!
سألتك .. استفسرت لكنك لم تجبني..
أبعدت يدي.. وقبضتها على صدري.. وأخذت أتراجع وأنا أنظر إليك باندهاش: ماذا فعلت؟؟!
تراجعت..كدت أن أتعثر بحجر..أطلقت صيحة خفيفة.. نظرت إليك.. لم تكتَرث..
وقد كنت من هفة الغبار على وجهي تنوح علي وتحترق..
أصوات أنفاسي بدأت تتصاعد.. ودقات قلبي تتضارب.. من أنت؟!
وضعت يدي على رأسي وأغمضت عيني.. وأخذت أفكر وأتذكر..
كيف إلتقيتك.. و صاحبتك.. ثم خاويتك و سلمتك كل شي...
سلمتك روحي وعقلي.. قلبي وأيام عمري.. ولم أكن أبالي بشي...
أهديتك قلما وفتحت لك صفحة حياتي.. لتكتب وتخط بالدم قصتي معك...
ولم أسألك إن كنت تنوي أن تكتب رواية حزينة أو سعيدة....
لم أطلب منك شيئا.. المهم أن أكون معك....
لكن من كان لي دوما ملجأ وملاذا.. صار لي اليوم سجنا وعذابا..
من كان بالبسمة يحييني وبالفرحة يمسيني.. غذا بالحزن والدمع اليوم يسقيني..
كيف لي أن أصدق هذا ؟! كيف أرتشف من كأس الحقيقة هذا المر العلقما ..
كيف أتقبل ما حدث وأعيش معه وإياك تحت سقف الواقع!!
ألست أنت من عرفتك دوما حبيب الناس، طيب القلب، أبيض السريرة..
غديت اليوم .. حساساً لواماً شكاكاً محاسباً ..
تضار ب لا أفهمه.. لم أُعلّمه ..لا من معاهد الكتب ولا من مدارس الحياة..
أنت ؟؟! من بالروح قبل أن نلتقي آخيتك وألفتك.. واليوم بعد أن التقينا بروحي فارقتك ونافرتك..
أنت ؟؟! من لم أتخيل أن ما بيننا يمكن أينتهي.. ظننته باللوح محفوظا إلى الأبد وبعد الأبد..
واليوم أتأكد أنه وجد لينتهي..!!
سامحني.. سأبتعد..سأتركك هنا وحيدا وأبتعد..سأجري بعيدا.. ولن أكترث...
قد تتوه في هذه الصحراء وأتوه.. قد أنجو وقد تصل..
لا يهم .. المهم أننا لا يمكن أن نكون معا..لا في عالم التيهان ولا على شواطئ الأمان..
لا نستطيع..كل شي أصبح سرابا.. تطايرت أوراق الذكريات..احترق الحب وتبخرت الأمنيات..
غدوا رماداً ..لا أمل في تضرمه من جديد..
ماذا نرمم؟!!! كيف نبدأ قصة قد أُعلنت نهايتها وأُغلق عليها الستار، وصفق الجمهور التعيس لها طويلا..؟؟
لا نستطيع..
خذ ما بقي من أماني .. اغسله وكفنه.. كبر عليه أ ربعا وادفنه..
لأنه لا يمكن أن يعيش.. فهو عليل.. سقيم.. تفوح منه رائحة الموت.. يزكم أنوفنا..
أنا راحل..لا يمكن أن أراك بعد اليوم...لا يمكن أن ألتقيك...
لأن وجهك يذكرني بوجه ذلك الحبيب.......

الأحد، 16 مارس 2008

يوميات ( الأحد 16مارس)

هذا اليوم لم يكن مميزا،، ذهبت إلى المستشفى بعد الموعد المحدد للقاء الأستاذ بساعة،، لأني آثرت النوم لفترة أطول،، ولم أكن الوحيدة من فعل،، فجميعنا كان متأخرا،، رغم أني أحب الطب النفسي ولأول مرة لا أجد في حلقي ذلك الطعم المرّ الذي تجرعته خلال فترة تدريبي في أقسام الباطنية والأطفال والجراحة يوميا عند استيقاظي من النوم صباحا ! أيعني هذا أني وجدت ما أريد ،، وأحببت فرعا من فروع الطب أخيرا ؟! أيعني هذا أن علي أن أختار هذا الاختصاص،، أم هو حب أساتذة ودكاترة النفسية الذين أرتاح معهم وأعشق مجالسهم وحديثهم بجنون؟!
أمر محيّر،، رغم أن الطب النفسي هو أبعد المجالات - في تصوري- عن الطب البشري العام إلا أني شعرت فيه أنني فعلا طبيب،، أنني أنا من أخفف ألم المريض وليس الدواء،، أن المريض بحاجة إلى الحديث معي أكثر من حاجته إلى العقاقير،، أمر ممتع،، هذا هو الطب الذي كنت أتخيل وأرجو،، ولكن من يدري أي قدر سيكتب لي!

السبت، 15 مارس 2008

قصص لا أنساها

قرأت العديد من القصص لكن ما أثر بي بشدة هو عدد محدود منها:











أسماء أحبها وأحب ممشاها .....



الشيخ بن عثيمين: تمنيت لو التقيته

عمرو خالد : لا يكل ولا يمل

صالح المغامسي: ثقافة داعية

مراد هوفمان: الإسلام هو الدين البديل


أحمد ديدات: نشر الدين


على الطنطاوي: الدين مع الأدب
حمزة يوسف: شخصية داعية


الشيخ نبيل العوضي: الإصلاح

لم أتعود بعد ...؟

لا تزال الساعة الثانية ظهرا من يوم السبت أسوأ وأصعب أوقات الأسبوع ....
(من الممتاز أنهم بدلوا أيام العطلة من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت
وإلا لكان يوم الجمعة هو أسوأ يوم ، وهذا في ديننا غير مقبول)
فعندما تدق هذه الساعة نتحرك بحقابنا الثقيلة مكرهين إلى موقف حافلات الجامعة...
لنقضي خمسة أيام طويلة وصعبة في مدينة تبعد 3 ساعات عن إماراتي الحبيبة....
ناهيك عن "التعب النفسي" الذي نعانيه داخل الحافلة من كراسٍ غير مريحة وجو غير مناسب "إما بارد أو حار!"
وإزعاج البنات وأحيانا سائق الحافلة!
وكشخص مثلي يعاني الدوار والقيء لا يمكنني قراءة كتاب أو استخدام الLabtop
فأظل خلال هذه الساعات أحدق من خلال النافذة في رمال الصحراء التي تمتد وتمتد وتمتد ....بلا نهاية
حتى أعيا تماما!!
وتتكرر هذه القصة مرتين كل أسبوع أي 8 مرات في الشهر و80 مرة خلال العام الدراسي الواحد!
وكشخص مثلي ، يدرس الطب ، فإن المسألة تطول لأكثر من 5 سنوات بل ل7 سنوات!
وأنا اليوم في السنة السادسة ولم أتعود بعد!
أكرر على مسمع أمي في كل أسبوع هذه الجمل : "ليش لازم أسير؟ مب لازم؟ غصب؟! مابا أدرس، تعذيب!! ما تخلص هالدراسة"
ثم أذهب فالنهاية أجر حقيبتي ....
وأنا أعلم أن في كلٍ خير...
وبعد كل ليل حالك فجر يعقبه

بدون تعليق !!!!!


لم أستوعب الصورة ولم أستطع التعليق عليها .......