الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

خلسة

خلسة سرقت هذه اللحظات.. بعد أن أحسست برغبة ملحة في الكتابة..
بدأ سيل من الكلمات يتدافع إلى عقلي ومخيلتي.. وكأن سداً ما كان هناك وانهدم..
انتظرت طويلا قبل هذا اليوم.. لكن السد كان صامدا..
وربما انهدم مرات عديدة وسال الماء حتى اهلك الزرع والثمر..
ولكني ببساطة لم أكن أملك الوقت لأصلحه أو أعيد بناءه..
.................................
تركت كل ما كان بيدي واندفعت إلى غرفة المناوبة الصغيرة..
فهي المكان الوحيد الذي تشعر فيه ببعض الخصوصية هناك..
تناولت ورقة كتب عليها اعلان امتحان ما.. وكتبت على ظهرها..
كم من الوقت مر..؟؟ أكاد أنسى الحروف واللغة.. تكاد تخونني التعابير..
يرجف القلم في يدي.. أحس بها باردة.. ميتة الأعصاب..
أسعفيني يا لغة ...!! أريد أن أتحدث عن ما أصابني وما جد في حياتي ...
أريد أن أكتب .. فلم تهربين مني كلما أردت التعبير عن أهم أحداث حياتي...؟
أتخبريني أن الصمت سيد الموقف.. وأنك عن هذا كله تعجزين...؟؟
كالعادة..
كلما أردت تدوين يومياتي وأحداث حياتي..
تخونيني فتحرميني هذه الذكرى..
...............................
كيف أنا بعد كل فترة الانقطاع هذه؟؟
باختصار .. لقد أصبحت (أماً)..
لم أكن أعي حجم التغيير الذي تؤول إليه حياة صديقاتي عندما ترزق احداهن بمولود..
حتى رزقت أنا بهذا المولود..!
لا أريد أن أتكلم عن شعور المسؤولية الجمة والضغوط الجسيمة.. والعبء العظيم..
فأمٌ لخمسة أو ستة أطفال أجدر مني بالحديث عن هكذا موضوع..
ولن أتحدث عن كم الحب الهائل الذي أحمله لهذا الكائن الصغير.. فالأم وحدها تعرف هذا الشعور..
ولا تعرفه اللغة وبناتها ولن تستطيع فهمه..
حتى زوجي.. - الأب الجديد- .. لا أتوقع أنه ذاق هذا الشعور أو عرفه..
متى أصبحت يا صغيري عالمي ومحور حياتي؟؟ متى سرقتني من حبي الأول - والدك-؟
لم يكن لقاء حبيبين أو تعارف في ليلة مقمرة جميلة..
بل كنت تُخلق وتتكون في داخلي..
كنت أحملك طوال الوقت..
أشهرا وأشهرا حتى عرفك رحمي وعظمي وجميع أعظائي..
وجرى دمي في عروقك.. ودمك في عروقي..
وسمعت أصوات أنفاسي من مكان ما سمعه أحد قبلك.. وربما قابلت روحي هناك في الداخل..
حتى تعلم كلََي أن يحبك.. بل يهوااااااك حتى الثمالة...
أرى عيناك رغم صغرهما لا تخطآني بين النساء.. تتجولان دوما بحثا عني...
تنظران بعمق.. بنظرة جميلة جميلة عندما أرجع من عملي..
كأني بك بعد ساعات الانقطاع الطويلة.. تعاتبي.. تشتاق.. تحب.. تطلب شيئا ما..
نظرة لا يفهمها إلا أنت وأنا وحدنا..
نظرة لم أعهدها في غيرك قبلا...
أحبك .. أشتاق إليك في كل لحظة.. أخاف عليك من كل الناس..
حتى من نفسي
............................
ولكني مهلا.. لا أريد هنا الحديث عن هذا...
أريد أن أتحدث عن نفسي..
أنانية أنا..؟؟! أعرف..
ولكن هذا هو المكان الوحيد الذي يسمح لي فيه أن أتحدث فقط عن نفسي كيفما ومتى شئت..
بدون أن أسمع الكلمة المعتادة من زوجي: " كفي عن الشكوى والتذمر"!
أنا لم أعد أنا ....
فإن كانت محاور الحياة دارت بي دورة كاملة عند زواجي بوالدك..
فإنها الآن ما تزال تدور وتدور..
وتجاوزت الدرجة الستين بعد الثلاثمئة مرات ومرات عديدة...
ولا أدري إلى أي بر سأرسي فالنهاية..أي أنسانة ستصنع مني ..
فقد استسلمت وأيقنت بأن الماضي.. سيبقى مجرد ماضي..
فأنا ببساطة لا أجد الوقت لأكون ما كنت عليه سابقاً..
أظن بأن أنسانة جديدة ولدت..
طموحها وأهواؤها تتوافق فقط معك وحدك..
صحتك..سعادتك..نجاحك ..
فقط لك وحدك..
متى احتجتني .. أنا لك.. كلي لك وحدك..
لا بأس فقد سأمت من الإنسانة القديمة ..
جريت وراء كل طموحاتي حتى حققتها جميعا واكتملت بك..
جميل وممتع أن أعيش بشخصية أخرى .. وروح جديدة..
تعمل وتفكر وتعطي لمن تحب فقط..

مبروك يا عروس

كان موعد زفافك يقترب يوماً بعد يوم .. وفي حلقي تلك الغصة التي تسرق مني فرحتي بين الحين والآخر..
أحاول أن أتناسى.. أن أدفن صور الماضي في قبو النسيان..
تغيب الصور.. يحل السواد.. فأسمع أصواتنا..
صوت ضحكتك الذي ما غاب يوماً.. وكيف له أن يغيب .. فقد كان دوما مميزا..
كلما تذكرت أنك على موعد قريب مع شي انتظرته طويلا وكنت أنتظره معك.. حتى تفرقنا..
أشعر بالحزن..
على ماذا؟! ألأني لن أكون بجانبك يومها..؟!
فكرت ألا أحضر.. فلم تصلني تلك الدعوة التي رجوت وتمنيت!!
فقد كنت صادقة فعلا بقطع الوصال ووأد الذي كان!
ربما تمنيت لو كانت مجرد نوبة غضب وتزول..
ورغبة في الانتقام حلقت عليا ثم تهاوت كطير مهزوم!!
ضننتك بموقف كهذا ستلينين.. ولكنك لم تفعلي!
رأيتك تجوبين قبلها بأسبوع في الممرات المظلمة في وقت متأخر..
رأيتني.. رأيتك.. التقت عينانا.. فأشحت بنظرك..!!
آلمني الموقف بشدة..
قلت لن أحضر.. لا يمكن أن أفعل!!
تذكرتك في زفافي تختالين بفستانك بين الحضور .. كأخت لي أو أكثر..
صورتنا معا.. لا تزال معي..
دخولك علي قبل الجميع .. مساعدتك لي في ارتداء فستاني..
نظراتك.. دعواتك.."
لم أستطع ألا أفعل.. جاء اليوم المنتظر.. ركبت السيارة واتجهت إليك..
لا أعلم إن كنت تتوقعين حضوري أو تأملينه..
أو أنه ما عاد في النفس شي يذكر بماض جميل..؟!
دخلت إلى القاعة.. كانت بيضاء جميلة..
كجمال ابتاسمتك..
رأيت أمك وأختك..
لم يستطعن إخفاء آثار الصدمة..!!
نعم فقد غاب وجهي عن بيتكم أشهرا طويلا...
استقبلوني وأجلسوني...
أحسست بشي غريب..
أنت في الأعلى تتزينين وتستعدين وأنا هنا كأي أحد.. كأي شخص مدعو.. ينتظر إطلالتك !
لاحظت أنه لم يشغل مكاني أحد .. أدركت هذا .. فكل من تعرفين يجلس هنا.. أنت وحدك فالأعلى ..
أختلس النظرات هنا وهناك.. أرى كرسيك الذي ينتظر أن يتزين بك..
اتذكر يوم زفافي .. وأنا أختال على الممر وأنت بجانبي تتابعيني بنظراتك من خلف عدسات الكاميرا.. أبتسم لك وأتابع المسير..
أنتظر .. أشغل وقتي بالحديث مع صديقاتي..
يطفأ النور.. تتأهب القاعة لاستقبالك.. وأنا لا أستطيع الإلتفات! حتى فتح الباب فخرجت !
اختلست نظرة إليك..
من بعيد أحاول أن أتأملك..
هل أبحث عن السعادة في عينيك ؟! فأنا أعرفها يوم تتصنع ويوم تنبع من قلبك!!
هل أبحث عن اكتمال جمالك وزينتك؟! فلم أكن لأسمح - إن كنت معك - أن تظهري بمظهر لا يليق بك!
هل أبحث عن ضالتي فيك؟! فأنت الماضي الذي رحل عني ولم أستطع استيعاده...!
ها أنت تختالين وتمشين.. بكامل جمالك وهيبة الموقف..
أطرقت رأسي لم أستطع أن اكمل النظر.. خنقتني العبرة.. أين أنا منك اليوم؟؟!
أتنتقمين مني؟!
هنيئا لك لقد فزت!!
نظرت إليك من جديد.. تمتمت: اللهم أسعدها كما أسعدتني فهي تستحق!
بدأت تقتربين.. أكاد لا أعرفك.. جميلة كما عهدتك بل ربما أجمل...
واثقة بمشيتك.. سعيدة جداً .. أكاد أجزم..
لقد حصلت على ما كنت تنتظرين و تأملين لسنوات..
بدأت تقتربين وتوزعين ابتساماتك بين الحضور.. وتبحثين في وجوههم عن صحبك الأقربين..
لم تستطع عيناك اصطياد مقعدي.. فاتجهتا إلى الطاولة الأخرى التي ضمت جميع أصدقائك وأخذت لهم تضحكين من قلبك..
فأحسست أن ما جئت لأجله قد انتهى وأن علي المغادرة الآن..
وصلت لنهاية الممر.. ووجهت خطواتك نحو كرسيك..
التفت للخلف كتحية أخيرة للحضور..
فوقع ما لم يكن بالحسبان.. التقت أعيننا!!!!!!!!
رفعت حاجبيك وابتسمت.. فلم أحرك شفتاي بشي....
كان الزمن متوقفا عندي .. ويمشي عندك بسرعة كأي عروس..
موقف لم يعلم أغواره وأسراره سوى الله وحده.. جلّ في علاه!
جلست أخيرا كملكة .. فتوجه الجميع لتهنئتك.. وسحبتني صديقتي لأفعل مثلهم..
اقتربت منك.. كنت اعلم أنك تعلمين أني التالية.. أني من أقف خلف الأولى في طابور المهنئين...
نظرت إليك بشرود لم أستطع أن اخفيه.. وكنت تحييني بابتسامة حزن لم تستطيعي انت الأخرى أن تخفيها..
ربما لم نلتقي قبل اليوم إلا في هذا المكان.. وكانت الأدوار متبادلة..
أو ربما التقينا في مرات أخرى معدودة ولكنها غير جديرة بالذكر..
نظرت إلي وإلي بطني.. لم تستطيعي تحاشي اطلاق هذه النظرات..
مددت يدي.. وقلتها لك: مبروك!
فابتسمت..
وأدرت ظهري ورحلت..
وأغلق هذا الفصل من قصتي معك..
في موقف يوم زفافك ..
على منصة العروس!


الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

لقد تمَ...

مرت أكثر من ثلاثة أشهر على الحدث السعيد...
ولم أكن أعلم أن قدومه سيسرق مني كل هذا الوقت...
حتى تمكنت أخيرا من زيارة مدونتي...
ولي عودة...

الحمدلله الذي أتم علينا بفضله ورزقنا أجمل نعمه...