الأربعاء، 19 مارس 2008

قالوا هذا هو القانون

حاربوها باسم القانون..جرجروها من قاعة الامتحان..
أحاطوا بها وهددوها..أجبروها أن تتنازل...نعتوها بأشنع الألفاظ..
لكنها لم تتكلم ..لم تدافع ..ولم تتأوه أو تشتكي...
أخذت الورقة وخرجت من مكتب العميد..
"فصلوها من كلية الطب!!"

فقط عيناها من كانتا تتألمان وتشتكيان..
عيناها المطلتان من خلف النقاب...
يحاصرها الجميع مذ خرجت من مكتب العميد..
طالبات أكبر منها سنا وأخريات معها في المرحلة ذاتها..
الكل قد حضّر الأحاديث والآيات..الكل بات يفتي ويأتي بالرخص..
الكل يدعي حبها.. يريد مصلحتها..يخافون ضياع رزقها ومستقبلها..
سبحان الله...أما قال تعالى " وفي السماء رزقكم وما توعدون"؟!
ألا يعلمون أنه إن كان قد كتب لها رزق ستستوفيه قبل موتها وان كان مقدار شربة الماء..
ألا يعلمون بأنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه...
ألا يعلمون أن نقابها كان دوما وسيبقى رمزا لعزتها وعضها على جمار هذا الدين..
وإن كانت بينهم كالغريبة... فهذا خبر نبينا وتلك كانت بشارته "..طوبى لغرباء.!"

كيف لها أن تُخيّر: بأن تخلع نقابها الآن أو تخرج من قاعة الامتحان؟!
بالطبع ستخرج... جميعنا كان سيفعل.. أقله باسم الكرامة..
والدفاع عن حقوقنا..حقي كإنسان يختار ما يعتقد به..
فكيف لها أن تواجه الناس بوجهها االمكشوف بعد أن تلبسه قناع الذل والخضوع!
ولمن ؟! ولأجل ماذا؟!
كيف بها إن مرت بها السنون وكرهت الطب وعالمه.. وفضلت لو أنها انسحبت و ابتعدت منذ البداية... ثم ندمت بما ضحت...ولن ينفع وقتها الندم

ثم منذ متى كنا نذل في بلادنا العربية الإسلامية؟!
منذ متى بات يمنعنا الكفرة من ممارسة حرياتنا الدينية في بلادنا؟!
أين أنت يا ابن الخطاب!! لو كنت فينا يا عمر!
وكأننا جميعا نسينا أن الله تعالى موجود وهذا كونه وتلك حكمته...
وأنه تعالى يبتلينا والفائز من يجتاز الاختبار بنجاح...
كيف أحبوا لها أن تجيب ربها يوم القيامة: بأني لبسته لأجلك ولكني نزعته خوفا من عبادك
كيف تطلبون منها الاقتداء بكم والأحرى أن تقتدوا أنتم بها؟؟؟!!!!!

ليست هناك تعليقات: