الاثنين، 17 مارس 2008

كل شي غدا رمادا في رماد...

كنت أمسك بيدك..تعانق أصابعي أصابعك..
أطير بروحي معك.. ولهيب الصحراء يلفح وجوهنا التي تناثرت على وجناتها حبات الرمال..
نمشي ونمشي.. حتى غيب البصر أرضنا والديار..
التفت ورائي فلم ألمح شيئا أعرفه.. وعندما أصوب بصري إلى الأفق لا أرى إلا القفار..
وأنت صامت.. صمت الأموات..
بدأت أشعر بالعطش!
نظرت وقتها إليك وأخذت أحدق وأحدق .. ويدي التي كانت أصابعها تشابك أصابعك بدأت تتعرق..
أخذت أتفحصك..أعرف هذه الملامح ولا أعرفها..
أهو الإرهاق ما أجهد بصري.. وأعيى عقلي.. أم أنك لست أنت ؟!
شعرت بالخوف للمرة الأولى رغم أني معك..أين نحن ؟! وكيف ساقتنا أقدامنا إلى هنا؟!
أضللنا الطريق أم أنك عمدا جررتني إلى هنا؟!
لا أرى شجرا ولا واديا ! لا أرى طيرا ولا حافرا!
سألتك .. استفسرت لكنك لم تجبني..
أبعدت يدي.. وقبضتها على صدري.. وأخذت أتراجع وأنا أنظر إليك باندهاش: ماذا فعلت؟؟!
تراجعت..كدت أن أتعثر بحجر..أطلقت صيحة خفيفة.. نظرت إليك.. لم تكتَرث..
وقد كنت من هفة الغبار على وجهي تنوح علي وتحترق..
أصوات أنفاسي بدأت تتصاعد.. ودقات قلبي تتضارب.. من أنت؟!
وضعت يدي على رأسي وأغمضت عيني.. وأخذت أفكر وأتذكر..
كيف إلتقيتك.. و صاحبتك.. ثم خاويتك و سلمتك كل شي...
سلمتك روحي وعقلي.. قلبي وأيام عمري.. ولم أكن أبالي بشي...
أهديتك قلما وفتحت لك صفحة حياتي.. لتكتب وتخط بالدم قصتي معك...
ولم أسألك إن كنت تنوي أن تكتب رواية حزينة أو سعيدة....
لم أطلب منك شيئا.. المهم أن أكون معك....
لكن من كان لي دوما ملجأ وملاذا.. صار لي اليوم سجنا وعذابا..
من كان بالبسمة يحييني وبالفرحة يمسيني.. غذا بالحزن والدمع اليوم يسقيني..
كيف لي أن أصدق هذا ؟! كيف أرتشف من كأس الحقيقة هذا المر العلقما ..
كيف أتقبل ما حدث وأعيش معه وإياك تحت سقف الواقع!!
ألست أنت من عرفتك دوما حبيب الناس، طيب القلب، أبيض السريرة..
غديت اليوم .. حساساً لواماً شكاكاً محاسباً ..
تضار ب لا أفهمه.. لم أُعلّمه ..لا من معاهد الكتب ولا من مدارس الحياة..
أنت ؟؟! من بالروح قبل أن نلتقي آخيتك وألفتك.. واليوم بعد أن التقينا بروحي فارقتك ونافرتك..
أنت ؟؟! من لم أتخيل أن ما بيننا يمكن أينتهي.. ظننته باللوح محفوظا إلى الأبد وبعد الأبد..
واليوم أتأكد أنه وجد لينتهي..!!
سامحني.. سأبتعد..سأتركك هنا وحيدا وأبتعد..سأجري بعيدا.. ولن أكترث...
قد تتوه في هذه الصحراء وأتوه.. قد أنجو وقد تصل..
لا يهم .. المهم أننا لا يمكن أن نكون معا..لا في عالم التيهان ولا على شواطئ الأمان..
لا نستطيع..كل شي أصبح سرابا.. تطايرت أوراق الذكريات..احترق الحب وتبخرت الأمنيات..
غدوا رماداً ..لا أمل في تضرمه من جديد..
ماذا نرمم؟!!! كيف نبدأ قصة قد أُعلنت نهايتها وأُغلق عليها الستار، وصفق الجمهور التعيس لها طويلا..؟؟
لا نستطيع..
خذ ما بقي من أماني .. اغسله وكفنه.. كبر عليه أ ربعا وادفنه..
لأنه لا يمكن أن يعيش.. فهو عليل.. سقيم.. تفوح منه رائحة الموت.. يزكم أنوفنا..
أنا راحل..لا يمكن أن أراك بعد اليوم...لا يمكن أن ألتقيك...
لأن وجهك يذكرني بوجه ذلك الحبيب.......

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أبدعتِ أخية

سلمت أناملكِ و سلم القلم

أسطر إعجابي لهذه الأسطر

واصلي كتابة يومياتكِ

سأكون أول من يقرأها

كل الود