الخميس، 5 يونيو 2008

عذراً .. وشكراً


ليلة البارحة..عدت إلى مدينتي وآثار التعب والإرهاق تعلوني.
كانت سنة شاقة! امتصت قواي وشيّبت روحي و شعرت أني كبرت خلالها عشرة سنوات شدادٍ طِوال!
خلال طريق العودة..كنت ملقيةً رأسي على كرسي السيارة لا أقوى على فعل شي إلا التنفس!
تركت رفاقي هناك ولم أكترث كثيرا بأمر فراقهم..
ليس لأني لا أحبهم!
بل لأن مركز الإحساس في عقلي بطئ في ترجمة المشاعر والمواقف..
فلن أستوعب بعدي عنهم إلا عندما أصحو في اليوم التالي أبحث عنهم..فلا أجدهم!
وصلت إلى المنزل وسلمت على أهلي ثم صعدت إلى غرفتي على عجل و
انهمكت بتفريغ حقائبي وترتيب غرفتي..
فأسقضي فيها هذه المرة مدة أطول من مجرد عطلة نهاية الإسبوع!
بعدها رن منبه هاتفي ينبؤني بوصول رسالة..
قرأتها وأنا صامتة لا أستطيع الحراك:
..........................

This has been a long year!
There were moments we felt we could no longer survive,
yet we managed to emerge stronger than what we thought we were.
It was a journey of self discovery,
and it wouldnt have been the same without each n everyone of you.
thank you girls

..........................
احتبست الدموع في عيني وابتسمت..
حاولت الرد عليها فلم أستطع!
ظننتني دوماً أجيد التعبير والكتابة وأتقن فنون اللغة!
لكن جميع الكلمات خانتني وتركتني وحيدة أجابه الموقف..
فأرسلت لها وجهاً ضاحكا!
توالت بعض الرسائل تشكر وتعبر وتعتذر عن التقصير..
وأنا عجزت عن كتابة حرف واحد
................................
لم أكن أؤمن بصحبة القدر المشترك حتى عرفتكن..
ثم ألفتكن..
فأحببتكن..
أحببتكن لأننا كنا نتشاطر نفس القدر.. يوما بيوم.. بل ساعة بساعة..
ويُسجل في دفاتر ذكرياتنا ذات الأحداث واليوميات..
فبعد سنوات طويلة..
عندما سأحاول تذكر أحداث السنوات الأخيرة في الكلية..
وسأحكيها قصصا لأحفادي..
سأرى في الصورة وجه احداكن أو سأسمع صوتها في خلفية المشهد..
فقد تقاسمنا المصائب والبشائر سوياً..
تلقينا خيبات الأمل معاً..وعندما كنا نفرح بالنتائج المشرفة كنا أيضا معاً..
نسقط إلى الهاوية معا.. ونصعد إلى القمة أيضاً معاً..
كأننا كنا نقول للجميع.. " جميعنا وإلاّ فلا!"
درسنا معاً.. فهمنا معاً.. "تنّحنا" معاً..
ضحكنا معا..يأسنا معا.. حزنا معا.. مللنا معا..
هربنا من التزاماتنا معاً..
فعندما كانت احدانا تنام عن الحصة تكتشف عند قدومها للكلية أن الجميع قد عزّ عليه مفارقة الفراش..
لقد تقاسمنا الهموم والأحلام.. تبادلنا الخبرات والأفكار..
تشاطرنا حب البشر وكرههم.. كأننا على قلب واحد نعيش..
كانت تكمل إحدانا الأخرى.. حتى الدروس عندما نحفظها.. كانت تتقسم بيننا بالتساوي
فلا أتقن ما تعرف هي.. ولا تألف هي ما أحفظ أنا..
كنا نرجو لو ندخل قاعة الإمتحان فنجد ورقة واحدة نجتمع على حلها سوياً..
وعندما كنا نمر على الأقسام نترك انطباعا واحدا..
مرة ًمهملين.. ومرةُ ملتزمين.. ومرة متفوقين.. ومرة " خايبين"
ومرة بلقب الأقزام السبعة متوجين

شكرا على كل شي

ما كنت لأحلم بأفضل مما رزقت

ليست هناك تعليقات: