الأربعاء، 29 يوليو 2009

تخرجت يا عااااااااااالم

تخرجت !!! وهجرت مقاعد الدراسة التي كانت لصيقتي مذ كنت في الخامسة من عمري...
وأنا اليوم في الخامسة والعشرين!!! تخرجت..... وإن كان هذا الأمر لا يعني للكون شيئاً...؟؟
ولايضيف هذا الحدث على البشرية حرفاً !!!!
لكنه يعني لي الكثير الكثير...
منذ ذلك اليوم الذي تركت فيه أرض الجامعة وغيبت مبانيها خلف ظهري..
وأنا صامتة لا أتكلم.. ألتفت وانا في السيارة بين اللحظة والأخرى...
أرى الجامعة ثم بقايا بنائها ثم اسمها على اللوحة الكبيرة من بعيد ثم سرابها ... حتى بدت معالم المدينة بأسرها تتلاشي...
سألته: هل سأعود هنا مرة أخرى؟! أمسك بيدي وقال لا! وكأنه يهون على طفل تدور عيناه من الخوف والرعب...
لم أصدقه تماما ... بل تركت هذا الأمر للأيام... فهي ستبرهن لي باطن الامر من ظاهره!...
توقعت أن يسيح حبر قلمي ولا يتوقف يوم يصافح قدري هذا الحدث أخيراً...
لكنه لم يستطع أن يكتب قبل اليوم كلمة واحدة ...ربما لأني لم أستوعب بعد ما جرى...
أيعقل؟؟؟ أيعقل أننا تخرجنا ...؟!
أيعقل أني لن أعود إلى ذلك المكان المقبر.. الذي لا روح فيه!!
كم انتظرت وتمنيت .. منذ اليوم الأول في الكلية... تلك الأمنية التي كانت تثور في أحشائي..
ثم أصبحت كالنيران تشتعل في جسدي...
كابرت تلك الأمنية وكابرت ..وأبت أن تخطف همَّ قلوبنا بسرعة ...
حتى مللت الانتظار وصار بلوغي لذلك اليوم أمرا غير مهم ...
فهي حياة اعتدها خير من مستقبل مجهول ينتطرني في الخارج لا أعلم ما يريد....
لا أبالغ... لقد أهدرت من عمري وفرحتي وحريتي وضحكتي الكثير الكثير هناك...
وأأسف على كل من لايزال حبيس المكان...
ينتظر فرحا خادعا.. وأملا كاذبا...
أحس بهذه الرغبة في داخلي...
بأن أمنع كل من تطرق في عقله تلك الفكره الحمقاء..
بأن يصير طبيبا وهو لا يريد......................

هناك تعليقان (2):

رذاذ المطر يقول...

هي كانت أمنية وتحققت ولله الحمد
فاحمدي الله ان طوت أيامها وبدأت
بروتينها تتضاءل في عيناك

ومبارك عليك تخرجك
ويسر لك باقي أيامك
بالسعادة

سهـــل يقول...

معقول !!
لقد كنت أقرأ نفسي

هي نفس المشاعر والافكار قبل ان اتأخرج مثلك

لقد كانت الكلية احد اكبر عثرات حياتي , افقدتني الكثير من ثقتي بنفسي , صرت معتادا على الرسوب باريحية احسد عليها من الأخرين

مبروك يا دكتورة ..