الأحد، 22 يونيو 2008

التدريب الصيفي - الرياض 2008 (6)


الأسبوع الثاني

================

"بدأنا نتكاسل"
هذا هو عنوان موضوع وصف الأسبوع الثاني
الدوام الرسمي يمتد من السابعة والنصف صباحا وحتى الثالثة ظهرا يوميا
وكنا بجدارة - حتى نهاية الأسبوع الأول- نلتزم بمواعيد الدوام.
ولكن اليوم الواحد يمر كأسبوع والأسبوع كشهر هنا
نتقل من العنبر إلى العيادات المتخصصة إلى وحدة غسيل الكلى إلى المختبر!
حتى نكاد نظن أن اليوم لا ينتهي
حافظنا على مثالياتنا طويلا ولكن "نفذت البطاريات"
في اليوم الأول من الأسبوع الثاني تركنا المستشفى في الساعة الواحدة والنصف
وفي اليوم التالي هربنا في الساعة الحادية عشرة والنصف
وغدا ربما العاشرة!
وبعده سنكون في الفراش نياماً!

========================

كما أن الغربة بدأت تنسج خيوطها حولنا
وبدأنا نشتاق إلى أهلنا وديارنا
بالأمس وصل والدي إلى الرياض ليمكث أياما قليلة قبل أن يصطحبني في نهاية الأسبوع إلى الوطن
فأنا لست بقوة أخواتي وصبرهن
ولن أستطيع أن أكمل أكثر من أسبوعين خارج الوطن
بدأت أفقد كل شي، ابتداءا من حس المتعة في الأمور
إلى القدرة على النوم والشهية
عندما رأيت والدي شعرت بالحنين الشديد إلى هناك
لم أعد أطيق صبرا للرحيل
عذرا أخوتي
هناك ما يتحم علي انجازه هناك

=======================

جانب من لوحة الفضفضة المعلقة في صالة الشقة

الاثنين، 16 يونيو 2008

التدريب الصيفي - الرياض 2008 (5)

رغم البعد والغربة

الحمدلله مافي وحشة

مرتاحين مع بعض

وطول الوقت ماشاء الله علينا ميتين ضحك على عمارنا:)

نضحك على بعض أو على الدكاترة أو المرضى أو الزوار

أو - إذا ما حصلنا شي نضحك عليه- نضحك بدون سبب!!

=====================


من كرم السفارة الإماراتية علينا أنها ترسل لنا سيارة وسائق يوميا لاصطحابنا من وإلى المستشفى

بالإضافة إلى تخصيص يوم في نهاية الأسبوع من الس 5 إلى 10 مساءا

ليأخذونا إلى أي مكان نريد!

طبعا هم لا يعلمون أننا نتفق مع شركات مواصلات أخرى

ونخرج ولله الحمد باستمرار

الجدير بالذكر أن السائق المسؤول عنّا مصري الجنسية

وقد صادف أنه يوم وصولنا من المطار في أول يوم

ضاعت حقيبته التي تحوي جواز سفره ومبلغ من المال

ولا تلقائيا صرنا نحن " وجه النحس"

وصار يعاملنا بجفاف وبرود

بعد عن احتفى بوصولنا في ذلك اليوم قبل الحادث المشؤوم


========================


خلال الأسبوع الأول لم يكن يهتم بنا كثيرا أطباء القسم إلا الطبيب المسؤول عن الطلبة والتعليم


مؤخرا علم الجميع أننا من الإمارات فانفجر سيال الاهتمام


وقالت لنا احدى الطبيبات: " مشاء الله تتدربون حتى في اجازة الصيف! انتو طلبة ممتازين!"


وأخذت تمتدحنا كثيرا


طبعا نحن لم نبلغها أن هذا التدريب الصيفي مفروض علينا بعد السنة الخامسة وليس تبرعا منا


وآثرنا الاستمتاع بالمدح والإطراء:)



=======================



تتابع احدى زميلاتي كأس الأمم الاوروبية مناصرة لفريق ايطاليا


وكانت تنظر يوم أمس، لتتابع مباراة ايطاليا وفرنسا لأنها مصيرية كما تصفها!


لم تستطع المسكينة النوم خلال القيلولة لأنها تفكر بالمباراة


وعندما قدم الموعد اكتشفت أن القناة مشّفرة وأنها لن تستطيع متابعة المباراة


احبطت وبدأت سلسلة الاتصالات


حتى تبرعت لها صديقتها في لندن أن تنقل لها التقرير المفصل عبر المسنجر


كان الوضع مضحكا وكنا نفرح معها في كل نقطة تسجلها ايطاليا


الحمدلله فازوا بنتيجة 2-0


وعزمنا تنظيم مسيرة لأجلها وليس لأجلهم!


========================



كنا تعبانين موت ودخلنا غرفة طبيب زراعة الكلى وجلسنا نتظره


لأن عندنا موعد معاه


المسكين لما دخل كان ياكل تفاحة وانصدم بوجودنا


استأذن منا اذا ممكن ياكل أمامنا لأنها ما تغدا اليوم


قلناله مافي مشكلة وكنا منزلين راسنا من التعب


المسكين ضن إن نحن نستحي نشوفه


فطلع وسار ياكل تفاحته في غرفة زميله!


اصلا لو كنا نستحي كنا نحن الي طلعنا من الاول


بس "ويهنا لوح"
==========================



البارحة رجعت من المستشفى وأنا أصرخ أبا أطلع
لأن هذي السفارة بس عاطتنا طلعة وحدة كل أسبوع

ترسل إلنا سيارة وتطلعنا

ونحن صراحة نطفر من قعدة الشقة!

قلت للبنات خلي نطلع بتكسي، خافوا يخطفنا!!

وبعد سلسلة محاولات واتصالات حصلنا مواصلات تابعة لمستشفى مجاور

لأن مستشفانا الراقي ما عندها مواصلات تابعة إله

ورد علي الهندي وقلتله نبا سيارتين وقال بعد عشر دقايق بيي!

لبسنا بسرعة ونزلنا

وصلت السيارة الأولى وتقدمنا ثلاث بنات -أنا منهم- عشان نركبها

وبقية الثلاثة بيركبون السيارة الثانية

لما تقدمنا وفتحنا الباب سألته: وين السيارة الثانية؟!

جان يصرخ الريال فجأة وفتح باب السيارة بسرعة وطلع

هو كان يقولنا: الحين هو ياي، بيوصل بعد شوي.

بس الظاهر اسلوبه مخيف شوي ودفش وصوته عالي

فنحن خفنا

و فجأة تراجعنا لورا بنفس الوقت

وقالت ربيعتي بسرعة: أعوذ بالله شو هذا؟! نحن بنركب بروحنا مع هذا؟!!

عاد أنا انفجرت من الضحك

وقررنا نقول لزمايلنا الثلاثة انتو روحوا معاه وبنبدل:)

الحمد لله مرت الرحلة على خير ورحنا صحارى مول واتسوقنا

وقبل ما نرجع طبعا مرينا على المطاعم

والبنات ما قصروا: من كل مطعم طلبوا شي!!

حلويات وآيسكريم وعصاير ودونات، هذا غير العشاء طبعا!


في طريق العودة السايق خذ طريق مختلف!نحن خفنا وبدينا نتهامس
سألته: إنت تعرف مكان سكنا صح؟ قال: أيوه بس سلكت طريق غير!
هو حس بخوفنا وقعد يطمنا ويبين إلنا كل شوي إن قربنا نوصل
والحمدلله وصلنا على خير
=========================
طلبنا من كم يوم عشا في الشقة


قعدنا نفتح الكيس وطلع إلنا هذا الشي!



صرخت فلانة: شو هذا؟! عمل "سحر"؟؟!!


فتمنينا نضحك وايد


( الصورة ل2 سفرة ملفوفات)

التدريب الصيفي - الرياض 2008 (4)


تقرير الأسبوع الأول
=====================
نشعر بالتعب!
تلك هي الكلمة المناسبة لوصف ما نحن فيه
أو ما وصلنا إليه اليوم
فالمشي هو ما نقوم به دوماً وأبداً
نمشي ونمشي ونمشي!
لا يهم إن تعبنا أو مللنا لأننا إن توقفنا ستلسعنا أشعة الشمس الحارقة من فوقنا
أو سنتوه في ممرات ومباني المستشفى التي لا تنتهي!
لا أبالغ إن قلت أن أكثر ما أشتهيه في ذلك الوقت هو رؤية كرسي أستريح عليه لمدة عشرة ثواني!
حتى أن بعضنا غيّر وللمرة الأولى "ستايله" وذهب للسوق خصيصا ليبتاع حذاء رياضة وجوارب
تماشيا مع الظروف القاسية التي نعيشها


الجدير بالذكر أن المستشفى المذكور أعلاه رغم كثرة وتنوع الحالات فيه وتفاعل الأطباء معنا بشأن مسألة التعليم
إلا أنه-كما أسميه أنا دوما-" مستشفى بنجلادش"
لأن مبانيه وأسرّته وشبابيكه وأبوابه وستائره ترجع إلى عصور الإستعمار!!!


ويظل أكثر ما يغيضني هو سماع صوت هذا الهاتف
الذي انقرض من بيت جدتي منذ أكثر من 20 عاما

ومسألة النظافة هذه كوّنت عقدة لدى احدى زميلاتي

فتمتنع كلياً عن دخول حمامات المستشفى

فتصبح المسكينة في نهاية اليوم على وشك الهلاك!

===========================

وبعد كل هذا التعب نعوض ما نفقد من شحوم بهذا

في مساء كل يوم


صحة وعافية :)

الخميس، 12 يونيو 2008

التدريب الصيفي - الرياض 2008 (3)



عطلة نهاية الأسبوع


=====================

الخميس هو يوم إجازة في المملكةعلى عكس ماهو الوضع لدينا في البلاد
وهو أول عطلة نهاية أسبوع لنا هنا
قضينا العطلة في الأكل والطبخ والثرثرة!
ثم زرنا برج الفيصلية في المساء

عشائنا كان فول بالبيض

للمرة الأولى آكل هذا الصنف
بصراحة لذييييييييذ
تسلم إيدهم
(كان هذا العشاء الثاني لي لأني كنت جائعة ولم أستطع الانتظار فتناولت عشاءا سريعا قبلهم)
الساعة الواحدة صباحا راودني الجوع من جديد فتناولت عشائي الثالث!

وللأسف سخنته زيادة عن اللازم

وجبة الفطور في صباح اليوم التالي






وجبة الغداء!

طبعا لم أشارك أنا إلا في غسل الصحون

وخدم الفندق اعتادوا سماع أصواتنا عبر سماعة الهاتف لنرهقهم بطلباتنا من البقالة والسوبرماركت

في المساء زرنا الفيصلية لغرض التسوق

الكلمة المناسبة لوصف الرحلة: "غيرنا جو شوي"

لأن جميع المحلات مشتركة ما بيننا وبينهم ولم نلمس شيئا جديدا

لكننا استمتعنا

=====================

حياة الحرية "والعزابية" جميلة

لم أستوعب هذا الأمر إلا هنا

ولا أدري كم سيطول بنا الأمر قبل أن نشتاق لأهلنا وديارنا

الأربعاء، 11 يونيو 2008

التدريب الصيفي - الرياض 2008 (2)



اليوم الثاني والثالث
المكان: المستشفى العسكري بالرياض

=======================



صراحة ما قدرت آخذ وايد صور لأن المستشفى مدجّج بالرجال المسلحين!
فكنت أختلس بين فترة وفترة وأحاول آخذ صورة عابرة

المستشفى ضخم بمعنى الكلمة، أي ما يعادل خمسة -أو أكثر- أضعاف المستشفى التعليمي في بلادي


فنتضر للمشي وايد في الشمس ونحن نتنقل من مبنى إلى مبنى



نهاية اليوم نكون نمشي ونحن نجر أقدامنا ورانا!


وهذا هو عيب المستشفى الوحيد

لكن الحمدلله رغم كآبة قسم أمراض الكلى لأن كل المرضى حالتهم جدا مزرية

إلا إن نحن نتعلم وايد في اليوم

الحالات كثيرة

والدكاترة مفيدين ومهتمين بالتعليم

==========================

على فكرة: قالوا مستوانا عالي، أحسن عن طلبتهم!

نعرف إنهم يبالغون بس قبلنا المدحة :)




الثلاثاء، 10 يونيو 2008

التدريب الصيفي - الرياض 2008 (1)

اليوم الأول:
الطائرة : كانت كأنها باص في مصر! تتهزز طول الوقت
















الوصول إلى الرياض: مطار الملك خالد الدولي





















شوارع الرياض : وااايد حر!
والرياض لونها برتقالي من انتشار الصحراء
مافي شجر مزروع في الشوارع














>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>\

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

\>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

الشقة: دخلنا نحن الخمسة في شقة وحدة














>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

رحلة السوبر ماركت: كنّا نشتري كأن خايفين من مجاعة!

الجمعة، 6 يونيو 2008

نحن

أحمد مطر
=======================
نحـنُ من أيّـةِ مِلّـهْ ؟!
ظِلُّـنا يقْتَلِعُ الشّمسَ ..
ولا يا مَـنُ ظِلّـهْ !
دَ مُنـأ يَخْتَـرِقُ السّيفَ
ولكّنــا أذِلَّـهْ !
بَعْضُنا يَخْتَصِـرُ العالَـمَ كُلَّـهْ
غيرَ أنّـا لو تَجَمّعنـا جميعاً
لَغَدَوْنا بِجِـوارِ الصِّفرِ قِلّـهْ !
**
نحنُ من أينَ ؟
إلى أينَ ؟
ومَـاذا ؟ ولِمـاذا ؟
نُظُـمٌ مُحتَلَّـةٌ حتّى قَفـاها
وَشُعـوبٌ عنْ دِماها مُسْـتَقِلّةْ !
وجُيوشٌ بالأعـادي مُسْتَظِلّـةْ
وبِـلادٌ تُضْحِكُ الدّمـعَ وأهلَـهْ :
دولَـةٌ مِنْ دولَتينْ
دَولَـةٌ ما بينَ بَيـنْ
دولَـةٌ مرهونَـةٌ، والعَرشُ دَيـنْ.
دولَـةٌ ليسَـتْ سِـوى بئرٍ ونَخْلَـهْ
دولَـةٌ أصغَـرُ مِنْ عَـورَةِ نَمْلَهْ
دولَـةٌ تَسقُطُ في البَحْـرِ
إذا ما حرّكَ الحاكِـمُ رِجْلَــهْ !
دولـةٌ دونَ رئيسٍ ..
ورئيـسٌ دونَ دَولـهْ !
**
نحْـنُ لُغْـزٌ مُعْجِـزٌ لا تسْتطيعُ الجِـنُّ حَلّـهْ.
كائِناتٌ دُونَ كَـونٍ
ووجـودٌ دونَ عِلّـهْ
ومِثالٌ لمْ يَرَ التّاريخُ مِثْلَـهْ
لَمْ يرَ التّاريـخُ مِثْلَـهْ!

إلاّ أنّي أحب الله ورسوله

كثيراً ما نموج ونتوه في دوامات هذه الحياة..
نتخبط في دروبها..سكارى نتهاوى يمينا وشمالا..
متناسين عندما يطول بنا الطريق لم نحن هنا وإلى أين وجهتنا..
إلى أن نصل إلى مفترق طرق نضطرّ فيه إلى تغيير الإتجاه..
فنبحث وقتها عن زادِ ووقود نكمل بهما بقية المشوار
فنكتشف أننا استنفذناه أو أهملناه بقلة عقل و وعي..
.......................

وأكثر ما يعزّ على المرءأن يفقد..
هو قلبه المؤمن المتصل بالملكوت الأعلى..
فيغدو عندما يفقده..
كالشجر والحجر عن يمينه..
أو كالبهائم والدواب التي تسير عن يساره..
بل ربما هم أكثر خوفا ومعرفة بالله منه..

..........................

فلا يُفهم حينها:
أنحن مسلمون؟! أم علمانيون!!
ما الفرق!!!
......................
خسرنا
كل شي
وليس هناك ما يدفعنا إلى الصبر والمضي قدما..
.....................

استمعت إلى أنشودة جميلة
كدت أطير فرحاً وحباً..ترنماً مع كلماتها
شعرت بأن في قلبي شي من خيرٍ بعد
......................
تذكرت وقتها حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما
سأله رجل عن الساعة فأجابه له ماذا أعددت لها، قال: لم أعدّ لها الكثير
إلا أني أحب الله ورسوله
فقال له النبي: المرء مع من أحب (في الجنة)

......................

فحب النبي في قولوبنا متأصل بجذور قوية..
لا نعرف من وضعه..لكنه هنا ينبض في صدورنا..
نحبك ولا نعرف كيف نجتمع جميعنا على ذلك
باختلاف صورنا وألسنتنا..باختلاف علمنا والتزامنا..
باختلاف تربيتنا وبيئتنا..
لكأّننا عرفنا حبك بالفطرة..
لكأننا رضعناه ممزوجا باللبن..
..........................

فرجل يحبه الله تعالى من فوق عرشه
ويصلي عليه وملائكته
خليق بأن تحبه البرية كلها

.....................

مقطع الأنشودة الأخير
يتحدث عن مشهد يوم القيامة
عندما تهيم الخلائق كلها على وجوهها
تبحث عن شافع لها عند الله تعالى
يخلصها من هول الموقف يومئذٍ..
فينادي الله محمداً قائلاً:

قم يا محمد فاشفع في العباد

وقل تُسمع

وسل تُعطَ

واشفع تُشّفع
...........................................

رابط الأنشودة

http://www.3wam.com/pafiledb.php?action=file&id=557&idP

الخميس، 5 يونيو 2008

عذراً .. وشكراً


ليلة البارحة..عدت إلى مدينتي وآثار التعب والإرهاق تعلوني.
كانت سنة شاقة! امتصت قواي وشيّبت روحي و شعرت أني كبرت خلالها عشرة سنوات شدادٍ طِوال!
خلال طريق العودة..كنت ملقيةً رأسي على كرسي السيارة لا أقوى على فعل شي إلا التنفس!
تركت رفاقي هناك ولم أكترث كثيرا بأمر فراقهم..
ليس لأني لا أحبهم!
بل لأن مركز الإحساس في عقلي بطئ في ترجمة المشاعر والمواقف..
فلن أستوعب بعدي عنهم إلا عندما أصحو في اليوم التالي أبحث عنهم..فلا أجدهم!
وصلت إلى المنزل وسلمت على أهلي ثم صعدت إلى غرفتي على عجل و
انهمكت بتفريغ حقائبي وترتيب غرفتي..
فأسقضي فيها هذه المرة مدة أطول من مجرد عطلة نهاية الإسبوع!
بعدها رن منبه هاتفي ينبؤني بوصول رسالة..
قرأتها وأنا صامتة لا أستطيع الحراك:
..........................

This has been a long year!
There were moments we felt we could no longer survive,
yet we managed to emerge stronger than what we thought we were.
It was a journey of self discovery,
and it wouldnt have been the same without each n everyone of you.
thank you girls

..........................
احتبست الدموع في عيني وابتسمت..
حاولت الرد عليها فلم أستطع!
ظننتني دوماً أجيد التعبير والكتابة وأتقن فنون اللغة!
لكن جميع الكلمات خانتني وتركتني وحيدة أجابه الموقف..
فأرسلت لها وجهاً ضاحكا!
توالت بعض الرسائل تشكر وتعبر وتعتذر عن التقصير..
وأنا عجزت عن كتابة حرف واحد
................................
لم أكن أؤمن بصحبة القدر المشترك حتى عرفتكن..
ثم ألفتكن..
فأحببتكن..
أحببتكن لأننا كنا نتشاطر نفس القدر.. يوما بيوم.. بل ساعة بساعة..
ويُسجل في دفاتر ذكرياتنا ذات الأحداث واليوميات..
فبعد سنوات طويلة..
عندما سأحاول تذكر أحداث السنوات الأخيرة في الكلية..
وسأحكيها قصصا لأحفادي..
سأرى في الصورة وجه احداكن أو سأسمع صوتها في خلفية المشهد..
فقد تقاسمنا المصائب والبشائر سوياً..
تلقينا خيبات الأمل معاً..وعندما كنا نفرح بالنتائج المشرفة كنا أيضا معاً..
نسقط إلى الهاوية معا.. ونصعد إلى القمة أيضاً معاً..
كأننا كنا نقول للجميع.. " جميعنا وإلاّ فلا!"
درسنا معاً.. فهمنا معاً.. "تنّحنا" معاً..
ضحكنا معا..يأسنا معا.. حزنا معا.. مللنا معا..
هربنا من التزاماتنا معاً..
فعندما كانت احدانا تنام عن الحصة تكتشف عند قدومها للكلية أن الجميع قد عزّ عليه مفارقة الفراش..
لقد تقاسمنا الهموم والأحلام.. تبادلنا الخبرات والأفكار..
تشاطرنا حب البشر وكرههم.. كأننا على قلب واحد نعيش..
كانت تكمل إحدانا الأخرى.. حتى الدروس عندما نحفظها.. كانت تتقسم بيننا بالتساوي
فلا أتقن ما تعرف هي.. ولا تألف هي ما أحفظ أنا..
كنا نرجو لو ندخل قاعة الإمتحان فنجد ورقة واحدة نجتمع على حلها سوياً..
وعندما كنا نمر على الأقسام نترك انطباعا واحدا..
مرة ًمهملين.. ومرةُ ملتزمين.. ومرة متفوقين.. ومرة " خايبين"
ومرة بلقب الأقزام السبعة متوجين

شكرا على كل شي

ما كنت لأحلم بأفضل مما رزقت

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

غدا نودع هذا الصرح العالي الشامخ!!!!!


أمضيت في هذا المكان خمسة سنوات كاملة..لا أدري إن كانت هي الأجمل أم الأسوأ في حياتي..
أكانت الأصعب أم الأمتع؟؟ هل ستكون هي الأهم في سجل ذكرياتي أم أنها ستكون مجرد مرحلة مررت عليها ولن أذكرها!!
...............
أودعه في نهاية كل عام واعدةً إياه بالعودة القريبة..
وهو لا يعلم أنني في السنة القادمة أودعه بدون وعود وعهود..
..............
الغريب أنه بعد كل هذه السنوات لا أشعر بأني أكنّ لهذا المكان أي شعور خاص!
دائما أحاول تجنب النظر إلى هذا المبنى الحجرى كلما دخلت أو خرجت منه..
لا أدري لم لا يستطيع أحدنا أن يحب الآخر أو على الأقل يفهمه!
إلى اليوم لا أشعر أني أنتمي إليه
................
ربما لأني لا أستطيع أن أسامحه بأنه قيّد حرياتي و كسر عودي!
ربما لا أستطيع أن أغفر له أنه سجنني كثيرا بين جدران غرفه
التي لا تحوي حتى نوافذاً تتساقط عليها ذرات مطر أو تخترقها أشعة شمس!
لا أستطيع أن أنسى أنني في داخله أُرهق رأسي من كثرة الإختبارات والمراجعة والقراءة والنقاش والشرح!
..........................
رغم أنه منحني الكثير..
أهمه أنه أهدى إلي معرفةً غالية بأشخاص أعلم يقيناً أني إن لم أطأ بقدمي عتبة هذا المدخل لما عرفتهم!
أشخاص تعلمت منهم الكثير..وأشخاصٌ صاروا لي أخوةً ورفقاء..
بل ربما أكثر من ذلك..
وآخرون يكفيني فخراً أني التقيتهم..
وآخرون لا أتردد في التصريح أني حقاً أحببتهم..
وآخرون صرحوا لنا بحبهم وعبروا عن فيض اهتمامهم!
..........................
وهذا ما يخيفني..وجود هؤلاء الناس فيه
هو ما قد يدفعني دوما إلى تذكره
أو حتى التفكير بزيارته يوماً
........................
أنا أعلم أنه لا يعنيك حبي أو شعور انتمائي..
لأنك تستقبل في كل عام عدد الذين ودعتهم في العام السابق أو يزيد..
ولا أدري كم ستحتمل بعدها وجود أطيافنا و صدى أصواتنا والذكريات قبل أن تمحوها إلى الأبد!
.......................
وداعا إلى لقاء آخر
بعد شهرين أو يزيد
لا أدري حينها إن كان مافي قلبي سيتغير أو يتبدل
لا أعدك بالكثير

الاثنين، 2 يونيو 2008

يوميات

ارتكبت اليوم حماقة أخرى..تُضاف إلى سجل حماقاتي الكثيرة
متى نكبر؟! ونفكر على الأقل مرة واحدة قبل أن نطلق العنان لأفعالنا وأقوالنا !!
على الأقل حينها لن يكون في قواميس اللغة كلمة " ندم"
...............
شعرت بالضيق يوم أن رميت تلك الكلمة
دون مراعاة أو إدراك بأن سامعها قد يملك على الأقل نصف قلب!
..................
أحيانا كثيرة نحب أن نشتري راحتنا من أسواق تعذيب غيرنا!!
والمصيبة أننا لانستغني عن هذه السلعة مهما بلغ ثمنها أو عظم!
ويوم نشتريها ندرك أنه ما كان يجب علينا أن نفعل!
ثم نعود نريد أن نرجعها أو نستبدلها فلا نستطيع!
لأن بعض البضائع لا تُرد ولا تُستبدل!
..................
كلمة قاطعة إن جرحت..لا تبرأ جراحها بسرعة
أو على الأقل تترك ندبة تذكّر دوما بما حدث!
..............
شعرت برغبة في تكرار الإعتذار
فلم أستطع!
تأخر الوقت!
ولا أتوقع أن يصاحبني النوم في هذه الليلة
عقابا لأتعلم من هذا الدرس المكرر
.......................
أتمنى أن يصله الإعتذار
في حلم أو خاطر أو وحي أو إلهام
فهم يبقون أكبر سنا و أرجح عقلا